هذه القضية حدثت بالفعل ودارت أحداثها في مدينة القاهرة في غضون عام 2001 وكانت قضية أغرب من الخيال ، وهذا ما قد كان : –
نشرت أخبار الحوادث مقالاً بعنوان “نصف مليون مواطن يبحثون عن وحيده” وفي التفاصيل ذكر المحرر أن فتاه من الصم والبكم اختفت في ظروف غامضه وانقطعت أخبارها عن ذويها ، مما ألجأ أبيها وأهالي منطقتها في مدينة السلام بالقاهرة إلى البحث عنها ولكن دون جدوى ، وناشد المحرر من يعرف أية معلومات تساعد في العثور عليها يدلي بها ” .
تشاء إرادة الله ان يقرأ هذا المقال العميد / عبدالرحمن بمديرية أمن القاهرة ، فيتعاطف معها ، ويقوم بتشكيل فريق بحث مكون من عدد من ضباط الإدارة للبحث عنها ، واختص كل عضو بالفريق في البحث في اتجاه مختلف ، بأقسام الشرطة ، والمقابر ، والمستشفيات ، والحوادث المبلغ عنها ، وبعد جهد جهيد ، وعناء شديد توصل أحد أعضاء فريق البحث إلى وجود جثة مجهولة الهوية بقسم القناطر الخيرية ، توفيت إثر غرقها في مياه النيل ، وتم دفنها بمقابر الصدقة لعدم وجود أية بيانات عنها ، وتم الإحتفاظ بملابسها ومتعلقاتها في ديوان القسم ، وبسرعة البرق تم الإتصال بوالد الفتاه ، وتم إصطحابه برفقة فريق كامل من مديرية الأمن إلى قسم القناطر ، وتم عرض المقتنيات الشخصية للجثة المجهولة ، فإذا به يتعرف عليها ، ويصرخ باكياً ، وينهار ويجثو على ركبتيه فكان أبو الفتاه من فئة الصم والبكم كذلك ، ولكن المشاعر الإنسانية لا تحتاج إلى لغة للتعبير عنها ، ففاضت عيناه بالبكاء ، فالتقط طرف الحديث العميد / عبدالرحمن فسأل ضابط القسم عن هذه الجثة فأجابه ضابط القسم قائلاً أن هذه الجثة تم إنتشالها من مياه النيل بعد غرقها ، وتم إحضار طبيب الصحة للكشف عليها ظاهرياً فأفاد انها توفت باسفكسيا الغرق ، فتم دفنها بمقابر الصدقه لعدم معرفة ذويها أو التعرف على هويتها ، وأرشد السيد الضابط عن المقبرة التي دفنت فيها هذه الجثة . فسأل العميد / عبدالرحمن ضابط القسم عن تاريخ العثور على هذه الجثة فأجاب منذ شهر تقريباً ، وهنا جلس العميد عبدالرحمن ليفكر ملياً ، فهداه تفكيره إلى سؤال صاحب الإختصاص وهو كبير الأطباء الشرعيين بالقاهرة ، وبالفعل أرسل إليه كتاباً جاء فيه : –
من العميد / عبدالرحمن مدير الإدارة بمديرية أمن القاهرة إلى السيد / كبير الأطباء الشرعيين .
تحية طيبة وبعد ،،،
نحيط سيادتكم علماً بأن لدينا جثة تم دفنها منذ ما يزيد على الثلاثين يوماً ، هل إذا تم إستخراجها يقيد التحقيقات في شيء .
ولكم وافر الشكر ،،
فرد عليه السيد / كبير الأطباء الشرعيين بقيله .
من كبير الأطباء الشرعيين إلى السيد العميد / عبدالرحمن مدير الإدارة بمديرية أمن القاهرة .
تحية طيبة وبعد ،،،
نود إحاطتكم علماً بأن الطب الشرعي لديه من الأدوات والأساليب والطرق ما يمكنه من معرفة سبب الوفاة وطريقته حتى ولو مر على الوفاة أكثر من شهر .
فقدم العميد / عبدالرحمن كتاباً ثان يحوى تحريات مباحث عن الواقعة كاملة وإستأذن السيد / وكيل النائب العام لإستخراج الجثة والكشف عليها وإيداع تقرير كلي يكشف عن سبب الوفاة فأذن لهم السيد / وكيل النائب العام بذلك وبالفعل تم إستخراج الجثة وإرسالها إلى مصلحة الطب الشرعي بالقاهرة لتنفيذ المأمورية .
فمكث غير بعيد ، ولم يمضي وقت طويل حتى إنتهى السيد كبير الأطباء الشرعيين من الكشف على الجثة وإيداع تقريره الذي جاء فيه : –
- بالكشف على الجثة وجدناها لفتاه في العقد الثاني من العمر ووجدنا الجثة في طور التعفن الرمي وقد نبتت فيها الدود واليرقات منتشرة في انحاء الجسد .
- بإزاحة ما تبقى من جلد الوجه ، وجدنا هناك أثار لطعنه ذبحيه تبدأ من الفم مروراً بالعنق ، والطعنه الذبحية تاركة آثار في عظام الفك والعنق .
- بالكشف على الرحم وجدناه قد تحلل بفعل مرور الزمن .
- بالكشف على جلد الظهر وجدنا آثار لعدد 12 اثنى عشر طعنه والطعنات تاركة أثر في عظم الظهر .
- النتيجة النهائية :-
- حدثت الوفاة نتيجة للطعنة الذبحية بالرقبة من أداه حاده ذات نصل حاد وهي ما أدت إلى الوفاة.
وتفضلوا بقبول فائق الإحترام ،،
“تنويه هام”
الاسماء المذكورة فى القصة ليست حقيقية
انتظروا الجزء الثاني قريباً…